Contents
الامراض النفسية هو نوع من الأمراض التي تصيب الإنسان، وتعرف أيضًا باسم الاضطرابات العقلية، وتؤثر بشكل واضح على سلوكيات وتصرفات الإنسان، بما في ذلك التأثير على القدرات المعرفية والإدراكية والعقلية.
ويمكن تلخيص الامراض النفسية، في كونها مجموعة من الاضطرابات التي تنتج عن أسباب نفسية، في المقام الأول، وتكون أعراضه ذات تأثير واضح على تصرفات وسلوكيات الإنسان، غير أنه ومع تطور وتقدم المرض، قد يتحول تأثير المرض من الحالة النفسية إلى الحالة العضوية.
أسباب الأمراض النفسية
صنف أطباء النفس، أسباب الامراض النفسية إلى عدة أقسام، وهي:
-
أسباب نفسية
وتكون هذه الأسباب مرتبطة بظروف وأحداث ومراحل النمو النفسي للشخص المصاب، مثل:
-
- الحرمان أثناء الطفولة.
- الشعور بعدم الأمان.
- الإحباط.
- عوامل وراثية.
-
أسباب بيئية
وهي الأسباب التي تنتج عن العوامل المحيطة بالفرد داخل البيئة المحيطة به، مثل:
-
- الوضع الاجتماعي المتردي.
- بعض الاعتلالات الجسدية.
- الذكريات المؤلمة التي تعرض لها.
- سوء التكيف الاجتماعي.
-
أسباب مساعدة
وتتمثل هذه الأسباب في الأحداث التي تسبق ظهور المرض النفسي، مثل:
-
- التعرض لضغوط نفسية شديدة.
- التعرض للعديد من الصدمات، مثل الأزمات المالية والعاطفية.
- التعرض لصدمة عصبية شديدة نتيجة فقدان شخص أو شيء غالٍ.
-
أسباب بيولوجية
وهذه الأسباب تكون عبارة عن الاعتلالات الجسدية للفرد، مثل:
-
- التأثر النفسي نتيجة وجود عيوب وتشوهات جسدية للفرد.
- الأمراض الوراثية.
- خلل في العمليات الفسيولوجية خلال مراحل النمو.
أنواع الامراض النفسية
قسم علماء الطب النفسي الامراض النفسية إلى العديد من الأنواع، نذكر منها:
-
القلق النفسي
يختلف القلق من كونه سلوكا طبيعيا، إلى حالة مرضية، خاصة وأن هذه الحالة تكون غامضة السبب، في ظل استمرار الشعور بالضيق وعدم الراحة، وعدم الاستمتاع بالهدوء والاسترخاء.
وتتمثل أعراض القلق النفسي في الآتي:
-
- ارتفاع ضغط الدم.
- رعشة في الأطراف.
- التعرق الشديد.
- شحوب البشرة.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- الإصابة بالشد والتشنجات العضلية.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- قيء وغثيان وإسهال.
-
الوسواس القهري
هو حالة مرضية تلازم الفرد خاصة المنظم والدقيق والحازم والعنيد والتي تتمثل في ملازمة الأفكار والظنون السيئة، ويكون الشخص نفسه على دراية بحالته.
ومن أهم أعراض هذه الحالة:
-
- الخوف الشديد من أقل الأخطاء.
- تضخيم الأمور، حتى مع الأخطاء البسيطة.
- الشك المستمر، في الأمور الحياتية، مثل تكرار غسل اليد، والاستحمام.
- شعور الشخص نفسه، بأنه أصبح مجنون.
-
الهستيريا
يصيب هذا النوع من المرض، عادة الشخصيات التي تعاني من قلة النضج الوجداني، والمبالغة في كثير من الأمور الواقعية.
فالهستيريا يكمن دورها في بث بعض الأفكار الشاذة والغريبة عن الواقع، ينتج عنها صراع شرس داخل الدماغ ما بين العقل الواعي والعقل اللاواعي، حول رفض وقبول هذه الأفكار، وهو ما يظهر في نهاية الأمر ببعض الأعراض الجانبية.
وهذه الأعراض تكون عبارة عن:
-
- فقدان الذاكرة، بشكل مؤقت.
- فقدان الوعي، بشكل مؤقت أيضًا.
- اختلال في حركة أطراف الجسم، مثل اليدين والقدمين والقدرة على النظر.
- الشعور بالكراهية تجاه الآخرين.
- القيء، وهو احد الأعراض الجسدية التي تنتج عن المرض.
-
الاكتئاب
هو الشعور الدائم بالحزن والهم، والإحباط وفقدان الأمل، وعادة ما يصيب الأشخاص الذين يعانون من قلة النضج الانفعالي، نتيجة تعرضهم للفشل بسبب التعامل السلبي مع بعض الضغوط.
ومن أهم أعراض هذا المرض:
-
- الإحباط الدائم والشديد.
- اضطرابات في النوم.
- اضطرابات عملية الهضم.
- الشعور بالكسل والخمول.
- الشعور بالخوف.
- فقدان التركيز.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- الرغبة في الموت.
- الشعور بالذنب الدائم.
- الرغبة في البكاء.
- الغضب والانفعال الدائم.
-
انفصام الشخصية
ويسمى أيضًا بمرض الشيزوفرينيا، ويصنف هذا النوع من المرض، بالاضطرابات النفسية المزمنة، والذي يؤثر على حالة المريض، من خلال إحداث تغييرات في طريقة التفكير والشعور والسلوكيات، في حين قد يؤدي هذا النوع من المرض إلى إصابة المريض بمرض الذهان، وهو أحد الأمراض النفسية أيضًا، ولكنه يعني انفصال الشخص عن الواقع بشكل تام.
ومن أهم أعراضه ما يلي:
-
- الهلوسة، والتي تتضمن التحدث عن أمور لا يراها أو يعرفها أو يسمعها أحد غيره.
- التوهم بأمور غير واقعية.
- التصرفات والحركات الغريبة والشاذة.
- قلة الكلام، أو التحدث بطريقة غير مفهومة.
- فقدان حاسة التذوق والتلذذ بالأشياء الجميلة.
- الضحك أو البكاء دون سبب، وقد يجتمعان دون سبب أيضًا.
- الرغبة في الانعزال عن الآخرين.
- ضعف التركيز، وقلة الانتباه.
-
الهوس
وهو انشغال الشخص واهتمامه بشكل مبالغ فيه ببعض الأمور التي يراها ذات أهمية كبيرة، وهو ما ينتج عنه بعض الأعراض التي تكون ظاهرة، علمًا بأن مريض الهوس، يجب أن تظهر عليه من 3 أو 4 أعراض على الأقل.
وأهم أعراض مرض الهوس كما يلي:
-
- الشعور بالغرور والعظمة.
- قلة النوم.
- اتخاذ قرارات سريعة ومتهورة.
- الشعور بالتشتت.
- التحدث بشكل كثير وسريع ومبالغ فيه.
- تطاير الأفكار.
طرق علاج الامراض النفسية
هناك العديد من الطرق التي يتم استخدامها في علاج الأمراض النفسية، والتي تختلف من حالة لأخرى، ومن هذه الطرق:
- العلاج بالتأمل والاسترخاء: ويعتمد هذا النوع من العلاج على الحالات المصابة بالاكتئاب، بهدف التخلص من أعراضه مثل القلق والخوف والتوتر.
- العلاج بالإبر الصينية: وتعتبر هذه الطريقة، الأكثر انتشارًا في دول شرق أسيا، لاسيما وأنها إحدى المورثات الثقافية لديهم.
- العلاج بالموسيقى: وهي من أحدث الطرق التي بدأ الاعتماد عليها مؤخرًا كونها تساهم بشكل كبير في التخلص من التوتر، ومنح المريض الهدوء اللازم.
- العلاج بالصدمات الكهربية: هو واحد من إحدى طرق العلاج، ولكن لا يتم استخدامه إلا في الحالات المتطورة، والتي يكون فيها المرض وصل لدرجة متطورة.
- العلاج بالدواء: حسب حالة المريض، يمنح الطبيب الدواء المناسب، بهدف الوصول لأعلى معدلات الاستجابة العلاجية.
ومن أشهر هذه الأدوية:
-
- مضادات الاكتئاب، وهي خاصة بمرض الاكتئاب، ويحدد الطبيب وحده الجرعة المناسبة.
- مضادات القلق.
- مضادات الذهان، وتستخدم في حالات مرضى الانفصال البسيطة.
- مثبتات المزاج، لتحسين الحالة المزاجية للمريض.
- منبهات عصبية، ويتم استخدامها في علاج الاضطراب الذهني.
العلاقة بين الأمراض النفسية وفيروس كورونا
كشفت دراسة حديثة أن من يعانون من بعض الأمراض العقلية والنفسية أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفي 19»، إلى جانب ارتفاع خطر الوفاة لدى هؤلاء المرضى من جراء هذا الفيروس، مقارنة بمرضى داء السكري أو أمراض القلب.
وأوضحت الدراسة أن الحالات المرضية الأكثر عرضة للإصابة بفيروس «كوفيد 19»، هم مرضى الفصام ومرضى الاكتئاب، في الوقت الذي أكدت فيه نفس الدراسة أن مرضى الفصام بشكلٍ خاص ترتفع لديهم مخاطر الوفاة بفيروس كورونا، بما يعيني أن خطر الوفاة يزيد كلما اجتمع مرض الفصام مع فيروس كورونا.
وأضافت الدراسة التي اعتمدت نتائجها على بحث أجري في 260 مستشفى وأربعة مراكز طبيّة في مدينة نيويورك الأمريكية، أن من بين 26 ألفا و540 شخصا بالغاً، أصيب 7 آلاف و348 منهم بفيروس كورونا، حيث تم تقسيم هؤلاء المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية وعقلية إلى ثلاث مجموعات، وهي: 75 مرضى الفصام، و564 مرضى التقلبات المزاجية والنفسية و360 من اضطرابات الهلع.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الهلع أو الاضطرابات النفسية، لا يوجد لديهم أي زيادة في خطر الوفاة بفعل الإصابة بفيروس كورونا، في حين ارتفع خطر الوفاة لدى مرضى الفصام بمعدل 2,7، مع ارتفاع المعدل إلى 3,9 لدى أفراد من ذات المجموعة تبلغ أعمارهم ما بين 45 و54 عاما.
سر ارتفاع خطر الوفاة لمرضى الفصام بسبب فيروس كورونا؟
أوضحت نفس الدراسة أن ارتفاع خطر الوفاة لمرضى الفصام، عند إصابتهم بفيروس «كوفيد 19»، يرجع لعدة أمور، خاصة وأن هؤلاء المرضى عادة ما يموتون بفعل إصابتهم بالتهاب رئوي حاد أو عدوى فيروسية، بمعنى أن سبب الوفاة المباشر عادة ما يكون سببا آخر غير الفصام.
ويمكن ذلك في التركيبة الجينية حيث وجد الباحثون أنها تتغيّر لدى مرضى الفصام، خاصة تركيبة البروتين داخل الخلايا أي السيتوكينات التي من مهامها تحفيز الجهاز المناعي وتحديد الاستجابة المناعية، وذلك استنادًا لما ثبت في دراسة أخيرة أن ارتفاع خطر الوفاة لدى مصابي الفيروس التاجي متعلق برد فعل السيتوكينات المفرط، والذي يطلق عليه الأطباء عبارة هجوم السيتوكينات المسبب للوفاة.
نصيحة مغربي
الامراض النفسية تشير عادة إلى مجموعة كبيرة من أمراض الصحة النفسية، والتي تنعكس بشكل طبيعي على نمط الحياة، والتفكير والمزاج وكذلك السلوك، لذلك فمن الضروري التعامل بحذر شديد مع الامراض النفسية، من خلال المتابعة الدورية لدى الطبيب المتخصص، لتشخيص الحالة وتحديد العلاج الصحيح.
تحذير هام
يرجى العلم أن هذه الأدوية المذكورة، تمثل خطورة كبيرة على صحة الإنسان، ولا يمكن استخدامها إلا تحت إشراف طبي كامل